إدوارد تيلر

بسم الله الرحمن الرحيم

” قصة “

    Edward Teller

           الحديث هذه الأيام يدور عن الفيلم السينمائي ” أوبنهايمر ” Oppenheimer المبني على قصة حياة العالم الفيزيائي أبو القنبلة الذرية. وهنا سأحدثكم عن العالم الفيزيائي “إدوارد تيلر ” Edward Teller أبو القنبلة الهيدروجينية. ففي يوم من الأيام وأنا أدرس في أمريكا عام ١٩٧٤ م، طلب مني أحد أساتذتي أن أقابله مُستوضحا عمّا إذا كان لديّ رغبة في مقابلة العالم الفيزيائي ” تيلر “؟ لأنه يرغب بالتحدث إليّ بخصوص مقترح يهم بلادي! قبلت المقابلة دون علمي بالغاية منها، رتبنا الموعد وذهبت أنا وأستاذي إلى منطقة سكنية في التلال القريبة من جامعة ” كاليفورنيا بيركلي “. كان في استقبالنا ذلك العالم الكبير في علمه المتواضع في مظهره، رحب بنا ودعانا للجلوس حيث قدّم لنا الشاي والضيافة وبدأ بالحديث قائلاً: ” أود أن أطرح مقترحاً يهم بلدك. لقد ارتفعت أسعار النفط وليس لديكم الموانئ الجاهزة لتصدير كميات كبيرة من النفط واستقبال الناقلات العملاقة. حتى لو بدأتم في بناء الموانئ الآن فسوف يستغرق ذلك وقتًا طويلًا لاستقبال الناقلات الكبيرة، وبذلك تفوتون فرصة للاستفادة من تصدير كميات كبيرة من النفط بالأسعار الحالية. مياه الخليج العربي على ما أعتقد عمقه بين الثلاثين والستين متراً، وهو مناسب للحل الذي سوف أطرحه عليكم.”      وأكمل قائلاً: ” من تجاربي وتأكدي من نجاحها أرى أنه من المناسب لخدمة الغاية من استغلال الوقت وتعظيم الاستفادة من الطلب على نفطكم هو العمل على زراعة أجهزة على عمق في قاع مياه الخليج تحمل متفجرات هيدروجينية لتكوين خزانات طبيعية بسبب انصهار الصخور الناتج عن تفاعل الانفجار مع المياه الباردة لتكوين خزانات طبيعية خلال فترة وجيزة فتكون هي الحل السريع والأمثل. فكما تعلم أن الانفجار يكون بشكل الفطر ” “mushroom المفرغ من الداخل، وهو ما سيسهل مدّ أنابيب من الساحل لتعبئة هذه الخزانات القريبة من مكان إرساء الناقلات الكبيرة ليتم تعبئتها.      كنت منصتاً لهذا العالم الكبير، وهو يتحدث إليّ وأنا الطالب الشاب بكل تواضع وتقدير وشغف بعلمه الواسع. أكبرت فيه مكانته وعلمه وهو يشرح لي عن تجاربه التي غيّر بها العالم، واهتمامه بأن تكون لها حلول سلمية تنفع البشرية.       ودعته بعد ساعات من الإصغاء لحديثه الشيّق، ووعدته برفع هذا المقترح إذا استطعت للجهات المسؤولة للنظر فيه. كان هذا أول وآخر لقاء لي بالعالم ” تيلر ” حيث لم يجد مقترحه القبول لأسباب لم تقنعني، ولكن يبدو أنها أقنعت المسؤولين آنذاك لأنهم يقيّمون الموضوع بشمولية ومن زوايا مختلفة وأبعاد متعددة قد تخفى على من ليس لديه نفس المعطيات.