ستة وستون عاماً انقضت على توحيد جزيرة العرب على يد المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن فارساً وقائداً وإماماً لفرسان العرب والمسلمين. وَحَّدها برسالة التوحيد وسيف العدل، مكملاً مسيرة آبائه وأجداده التي أعادت المعاني السامية برفع راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله» لتكون كلمة الحق هي العليا، وتعود أمجاد هذه الرسالة الخالدة موحَّدة من أرضها ومنبعها.
عبد العزيز بن عبد الرحمن أرسى أركان حكم هذه الجزيرة بعرق ودم إخوانه وأبنائه من قبائل ورجالات هذه الأرض الطيبة.
لقد بدأت مسيرة التوحيد على صهوات الجياد العربية الأصيلة، مسطرة آخر ملحمة تاريخية تحكي نهاية الانتصارات البطولية في عالمنا وفي التاريخ من على ظهور الخيل.
فبناء ذلك الرجل الأسطوري لهذا الكيان العملاق، حمله أبناؤه سعود وفيصل وخالد – رحمهم الله – وتابعوه لبنة لبنة حتى اكتمل الأساس، ليحملنا عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، إلى القرن الحادي والعشرين، متسلحين بسلاح الإسلام والسلام بالعلم والتقنية، وبالأمن والاستقرار.
إن مكتسبات هذا الوطن كثيرة وكبيرة، إذ شرفنا المولى سبحانه وتعالى بأن جعلنا قبلة المسلمين ومركز قيادة لأكثر من ربع سكان هذه البسيطة، وأكرمنا بما يقارب ربع مخزون هذه الأرض من خيراتها.
وهنا يجب أن نتوقف ونقيّم المسؤولية الملقاة على عاتق كل مواطن سعودي، ليكون قدوة للحافظ عليها واستغلال تلك الإمكانات التي وهبها الخالق جل وعلا لنصنع منها مستقبل هذه البلاد، معتمدين بعد الله على أنفسنا وتطوير قدراتنا الذاتية، حتى نصبح قوة في وحدتنا وإنتاجيتنا، مذكّرين أنفسنا دائماً بماضينا وبما مرت به هذه البلاد من تضحيات كبيرة وعظيمة قام بها رجال آمنوا بربهم ثم بقيادتهم التي هي من صلب تاريخهم، تاريخ جزيرة العرب والمسلمين.
فنحن أبناء فرسان هذه الجزيرة نفخر بالفروسية كمفهوم سامٍ قامت عليه أسس هذا الكيان، فعبد العزيز فارس يجب أن يعيش في كل معنى كريم ونبيل، في كل مفهوم سامٍ وشريف، وفي كل قلب يؤمن بهذه الرسالة، فهي رسالة المستقبل ونحن مستقبل هذه الرسالة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود
رئيس الاتحاد السعودي لألعاب الفروسية والسهام
ورئيس المجموعة السابعة في الاتحاد الدولي